موقع عقائد الشيعة الإمامية / رد الشبهات
التوسل بالنبي وآله عند الشيعة الإمامية
التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله والتبرك بآثاره في حياته وبعد مماته
يرى البعض حول صفات الأنبياء: ان التبرك
بآثار الأنبياء واتخاذ قبورهم محلا للعبادة شرك.
وان البناء على قبورهم في حد
الشرك.
وان الاحتفال بأيام مواليدهم ومواليد الأولياء معصية وبدعة محرمة.
وان
التوسل إلى اللّه بغيره في حد الشرك، والاستشفاع برسول اللّه
صلى الله عليه وآله بعد وفاته مخالف للشرع الإسلامي.
ويستدل مخالفوهم بما يأتي:
يستدلون على مشروعية التبرك بآثار الأنبياء بما تواتر نقله في جميع كتب الحديث أن الصحابة تبركوا برسول اللّه صلى الله عليه وآله وآثاره في حياة الرسول صلى الله عليه وآله بمباشرته، ودعوته بذلك، وتبركوا -أيضا- بآثاره بعد وفاته، وفي ما يأتي بعض ما يستدلون به:
في صحيح البخاري عن سهل بن سعد في باب ما
قيل في لواء الـنبي صلى الله عليه وآله من كتاب المغازي: ان رسول اللّه
صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر:
لأعطين هذه الراية غدا رجلا
يفتح اللّه على يديه، يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم ايهم يعطاها. فلما اصبح
الناس غدوا على رسول اللّه صلى الله عليه وآله كلهم يرجو ان يعطاها فقال: اين علي؟ فقيل: هو يا رسول اللّه يشتكي عينيه. فارسل فاتي به...
ولفظه في كتاب الجهاد والسير: فامر فدعي له، فبصق في عينيه، فبرا مكانه حتى كانه لم يكن به
شيء... الحديث.
وفي لفظ سلمة بن الاكوع بصحيح مسلم: قال: فاتيت عليا فجئت به
اقوده وهو ارمد حتى اتيت به رسول اللّه
صلى الله عليه وآله فبصق في عينيه فبرا واعطاه
الراية...الحديث.
في صحيح البخاري عن انس بن مالك قال: رأيت رسول اللّه
صلى الله عليه وآله وحانت صلاة العصر،فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه. فاتى
رسول اللّه صلى الله عليه
وآله بوضوء، فوضع رسول اللّه في ذلك الاناء يده، وامر الناس ان يتوضؤوا
منه. فرأيت الماء ينبع من تحت
أصابعه حتى توضؤوا من عند آخرهم.
وفي رواية اخرى
عن جابر بن عبد اللّه انه قال: قد رأيتني مع النبي
صلى الله عليه وآله وقد حضر العصر وليس معنا
ماء غير فضلة، فجعل في اناء فاتى
النبي صلى الله عليه وآله به، فـادخل يده فيه، وفرج اصابعه
ثم قال: حي على اهل الوضوء، البركة من اللّه.فلقد رايت الماء يتفجر من بين اصابعه، فتوضا الناس وشربوا. فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت انه بركة - فقيل
لجابر: - كم كنتم يومئذ؟ قال: الفا واربعمائة. وفي رواية:خمس عشر مائة.
روى البخاري في صلح الحديبية، عن عروة بن مسعود، قال عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله واصحابه: واللّه مـا تنخم رسول اللّه صلى الله عليه وآله نخامة الا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده،وانه اذا توضا كادوا يقتتلون على وضوئه.
التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وآله
روى مسلم في صحيحه: ان رسول اللّه
صلى الله عليه وآله أتى منى وحلق رأسه بعدان رمى ونحر (ثم جعل يعطيه الناس).
وفي رواية اخرى: انه
دعا الحالق فحلقه فاعطاه ابا طلحة فقال: اقسمه بين الناس.
وروى ايضا عن انس قال:
لقد رايت رسول اللّه
صلى الله عليه وآله والحلاق يحلقه واطاف به اصحابه. فما يريدون ان تقع شعرة
الافي يد رجل.
وفي ترجمة خالد بأسد الغابة: ان خالد بن الوليد كان له
الاثر المشهود في قتال الفرس والروم،وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل
بها شعر من شعر رسول اللّه
صلى الله عليه وآله يستنصر به وببركته، فلا يزال منصورا.
وفي
ترجمته -ايضا- باسد الغابة والاصابة ومستدرك الحاكم -واللفظ له-: ان خالد بن
الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها. فلم يجدوها. ثم طلبوها فوجدوه،
واذا قلنسوة خلقة، فقال خالد: اعتمر رسول اللّه
صلى الله عليه وآله فحلق راسه وابتدر الناس
جوانب شعره فسبقتهم الى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم اشهد قتالا وهي معي
إلا رزقت النصر.
وروى البخاري: انه كان عند ام سلمة زوج النبي
صلى الله عليه وآله شيء من شعر النبي فاذا اصاب انسانا عين ارسلوا اليها قدحا من الماء تغمس الشعر فيه، فيداوى
من اصيب.
قال عبيدة: لا ن تكون عندي شعرة منه - اي النبي
صلى الله عليه وآله - أحب إلي من
الدنيا وما فيها.
عن عبد اللّه مولى اسماء، عن اسماء بنت
ابي بكر انها اخرجت جبة طيالسة
إلى ذات اعلام خضر، قالت: كان رسول اللّه
صلى الله عليه وآله
يلبسها فنحن نغسلها ونستشفي بها.
وفي صحيح مسلم: هذه جبة رسول اللّه
صلى الله عليه وآله
فاخرجت جبة طيالسة كسروية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت: هذه
كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي
صلى الله عليه وآله يلبسها فنحن نغسلها
للمرضى يستشفى بها.
روى البخاري في صلح الحديبية وقال: نزل الرسول صلى الله عليه وآله بجيشه في أقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرض، فلم يلبثه الـنـاس حـتـى نزحوه وشكوا الى رسول اللّه صلى الله عليه وآله العطش، فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم ان يجعلوه فيه فواللّه ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه.
في ترجمة حنظلة من الاصابة ومسند احمد ما
موجزه: قال حنظلة: دنا بي جدي الى النبي
صلى الله عليه وآله فقال: ان لي بنين ذوي لحى ودون ذلك،
وان ذا اصغرهم، فادع اللّه له. فمسح راسه وقال: بارك اللّه فيك او بورك فيه. قال
الراوي: فلقد رايت حنظلة يؤتى بالانسان الوارم وجهه او البهيمة الوارمة الضرع
فيتفل على يديه ويقول: باسم اللّه، ويضع يده على راسه ويقول: على موضع كف رسول
اللّه صلى الله عليه وآله. فيمسحه عليه.
وقال الراوي: فيذهب الورم.
وفي لفظ الاصابة:
ويقول: باسم اللّه، ويضع يده على راسه موضع كف رسول اللّه
صلى الله عليه وآله، فيمسحه عليه.
ثم يمسح موضع الورم، فيذهب الورم.
كان انتشار البركة من رسول اللّه
صلى الله عليه وآله الى من
حوله كانتشار الضوء من الشمس والشذى من الزهر، لا ينفك عنه اينما حل، في صغره
وكبره، سفره وحضره، ليله ونهاره، سواء
أكان في خباء حليمة السعدية رضيعا،
ام في سفره الى الشام تاجرا، ام في خيمة ام معبد مهاجرا، ام في المدينة قائدا
وحاكما. وما أوردناه
أمثلة من انواعها وليس من باب الاحصاء، فان احصاءها لا يتيسر
للباحث، وفي ما اوردناه الكفاية لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
وندرس
بعد هذا فيما ياتي مسالة الاستشفاع برسول اللّه
صلى الله عليه وآله ثم ندرس منشا الخلاف في جملة
ميزات رسول اللّه
صلى الله عليه وآله على سائر الناس ان شاءاللّه تعالى.
يستدل القائلون بمشروعية التوسل برسول اللّه صلى الله عليه وآله والاستشفاع به في كل زمان، بان ذلك وقع برضا من اللّه قبل ان يخلق النبي صلى الله عليه وآله وفي حياته وبعد وفاته، وكذلك يقع يوم القيامة. وفي ما ياتي الدليل على ذلك:
اولا - التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله قبل ان يخلق
روى جماعة منهم الحاكم في المستدرك، من حديث عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه ان آدم لما اقترف الخطيئة قال: يا رب اسالك
بحق محمد لما غفرت لي. فقال اللّه: يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم اخلقه؟ قال: يا رب لانك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت راسي، فرايت على قوائم
الـعـرش مـكـتـوبا:لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه فعلمت انك لم تضف الى اسمك الا
احب الخلق اليك. فقال اللّه: صدقت يا آدم، انه
لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه فقد
غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك.
وذكره الطبراني وزاد فيه:وهو آخر الانبياء من
ذريتك.
واخـرج المحدثون والمفسرون في تفسير الاية: (ولما جاءهم كتاب من
عند اللّه مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللّه عـلـى الكافرين): ان اليهود من اهل المدينة وخيبر
اذا قاتلوا من يليهم من مشركي العرب مـن الاوس والخزرج
وغيرهما قبل ان يبعث
النبي، كانوا يستنصرون به عليهم، ويستفتحون لما يجدون ذكره في التوراة،
فيدعون على الذين كفروا ويقولون: (اللهم انا نستنصرك بـحـق النبي الامي الا
نصرتنا عليهم ) او يقولون: (اللهم ربنا انصرنا عليهم باسم نبيك...).
فلما جاءهم كتاب من عند اللّه وهو القرآن مصدق لما معهم، وهو التوراة والانجيل، وجاءهم ما عرفوا، وهو محمد
صلى الله عليه وآله ولم يشكوا فيه، كفروا به، لانه لم يكن من بني
اسرائيل.
ثانيا - التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله في حياته
روى احمد بن حنبل والترمذي وابن ماجة
والبيهقي عن عثمان بن حنيف: ان رجلا ضرير البصر
أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: ادع اللّه ان
يعافيني. قال: ان شئت دعوت، وان شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادع. قال: فأمره ان
يتوضا فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم اني اسالك واتوجه بنبيك محمد نبي
الرحمة. يا محمد، اني توجهت بك الى ربي في حاجتي لتقضى لي. اللهم شفعه في. صححه
البيهقي والترمذي.
ثالثا - التوسل بالنبي
صلى الله عليه وآله بعد وفاته: روى الطبراني في معجمه
الكبير من حديث عثمان بن حنيف: ان رجلا كان يختلف الى
عثمان بن عفان رضى اللّه
عنه في حاجة له، فكان لا يلتفت اليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي ابن حنيف فشكا
اليه ذلك. فقال عثمان بن حنيف: ائت الميضاة فتوض، ثم ائت المسجد فصل ركعتين، ثم
قل: اللهم إني أسالك وأتوجه اليك بنبينا محمد
صلى الله عليه وآله نبي الرحمة. يا محمد،
أني اتوجه
بك الى ربي لتقضي حاجتي. وتذكر حاجتك.
فانطلق الرجل فصنع ما قال له. ثم اتى
باب عثمان بن عفان، فجاءه البواب، فاخذ بيده،فادخله على عثمان، فاجلسه معه على
الطنفسة، فقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته، فقضاها له،ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى
كانت الساعة، وقال:ما كان لك من حاجة فاذكرها.
جاء في سنن الدارمي ووفاء الوفاء للسمهودي عن اوس بن عبد اللّه قال: قحط اهل المدينة قحطا شديدا فشكوا الى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله فاجعلوا منه كوة الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الابل.
في صحيح البخاري: ان عمر بن الخطاب رضى
اللّه عنه كان اذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم انا كنا نتوسل
اليك بنبينا فتسقينا، وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا. قال:فيسقون.
كان
الاستشفاع بالعباس لانه عم رسول اللّه
صلى الله عليه وآله وليس لصفة اخرى فيه.
هـ - الاستشفاع بلباس النبي صلى الله عليه وآله ليهون ضغطة القبر
في كنز العمال والاستيعاب واسد الغابة
والاصابة في ترجمة فاطمة بنت اسد عن ابن عباس لما ماتت فاطمة بنت
أسد أم أمير
المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام
ألبسها رسول اللّه
صلى الله عليه وآله قميصه واضطجع
معها في قبرها فقالوا ما راينا صنعت ما صنعت بهذه فقال: انه لم يكن احد بعد
أبي
طالب ابر بي منها
إنما ألبستها قميصي لتكتسي من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون
عليها.
وفي طبقات ابن سعد عن سهل بن سعد قال:جاءت امراة الى رسول اللّه
صلى الله عليه وآله
ببردة منسوجة فيها حاشيتاها، قال سهل: وتدرون ما البردة؟ قالوا: الشملة، قال:
نعم هي الشملة، فقالت: يا رسول اللّه نـسـجت هذه البردة بيدي فجئت بها
أكسوكها قال:
فأخذها رسول اللّه
صلى الله عليه وآله، محتاجا اليه، فخرج علينا وانها لازاره، فجسها فلان بن
فلان، لرجل من القوم سماه، فقال: يا رسول اللّه ما احسن هذه البردة اكسنيها
طواها ثم ارسل بها اليه، فقال له القوم: ما احسنت، كسبها رسول اللّه
صلى الله عليه وآله
محتاجا اليها ثم سالته اياها وقد علمت انه لا يرد سائلا لتكون كفني يوم اموت،
قال سهل: فكانت كفنه يوم مات.
التوحيد | القرآن | التقية | التوسل | الصحابة | المتعة | الرجعة | التكفير | الزيارة | مصحف فاطمة| نساء النبي | الخمس